الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال بيان الحق الغزنوي: سورة الشعراء:{أعناقهم لها خاضعين} (4) جماعتهم، عنق من الناس: جماعة. وقيل: رؤساؤهم. ومن حملها على ظاهرها استعارة، فتذكيرها للإضافة إلى المذكر، كما أنث الصدر الأعشى للإضافة إلى المؤنث:وكما قال جرير: {زوج كريم} (7) منتفع به، كالكريم في الناس للناس المرضى.{مستمعون} (15) سامعون.قال القطامي: {إنا رسول رب العالمين} (16) الرسول يذكر بمعنى الجمع، كما قال الهذلي: {وأنا من الضالين} (20) الجاهلين بأنها تبلغ القتل. و{إذًا} (20) هنا بمعنى إذ ذاك.{وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل} (22) كأنه اعترف بتلك النعمة، وأن لم يستعبده، كما استعبدهم. وقيل: إنه على الإنكار، وتقدير الاستفهام فيه، وإن لم يكن في اللفظ، كأنه: أوتلك نعمة؟، أي: تربيتك نفسًا واحدة مع إساءتك إلى الجمع.قال المخزومي في إضمار الاستفهام: {لعلنا نتبع السحرة} (40) أي: سحرة فرعون. وقيل: إنهم قالوا ذلك لموسى استهزاء.{لشرذمة قليلون} (54) أي: كل واحد قليل ذليل في نفسه. فلذلك جمع القليل على المعنى. قال: وشرذمة كل شيء بقيته، قال: {حذرون (56)} متيقظون، و{حاذرون} مستعدون بالسلاح ونحوه. الأصل أن معنى فعل للطبع، وفاعل للتكلف، فيخرج عليه الأقاويل المختلفة فيهما.{مشرقين (60)} داخلين في وقت شروق الشمس.{وأزلفنا ثم الأخرين} (64) قربناهم إلى البحر. وقيل: جمعناهم.{فإنهم عدو لي إلا على رب العالمين} (77) أي: إلا من عبد رب العالمين. وقيل: إن لا بمعنى لكن، والضمير في إنهم للآلهة التي عبدوها، وجرى ذلك على تغليب ما يعقل كقوله: {رأيتهم لي ساجدين}.{لسان صدق} (84) ثناءً حسنًا. وقيل: خلفًا يصدق بالحق بعدي.{واغفر لأبي} (86) اجعله من أهل المغفرة.{بقلب سليم} (89) مسلم، فعيل بمعنى مفعل. وقيل: سالم من الشك، كما قال في المنافقين {في قلوبهم مرض}.{فكبكبوا} (94) قلبوا بعضهم على بعض.وقيل: أسقطوا على وجوههم، أي: كبوا فكررت الباء للتأكيد، وقلبت إحداهما كافًا لموازنة اللفظ.{صديق حميم} (101) قريب، حم الشيء: قرب. قال الهذلي: {ريع} (128) طريق بين الجبال والثنايا.وقيل: إنه مكان مشرف.{ءاية} بناءً، يكون لارتفاعه كالعلامة.{خلق الأولين} (137) كذبهم واختلاقهم. وإن أراد الإنشاء، فالمعنى: ما خلقنا إلا كخلق الأولين، ونراهم يموتون ولا يبعثون. وخلق- بالضم- عادتهم، أي: في ادعاء الرسالة، فرجع الضمير إلى الأنبياء، ويجوز أن يرجع إلى آبائهم، أي: تكذيبنا لك كتكذيب آبائنا للأنبياء.{طلعها هضيم} (148) متفتق انشق عن البسر، لتراكب بعضه بعضًا. وأهل الهضم الضمر، ومنه هضيم الكشح، فكأنه ازدحم التمر فيها حتى انهضمت بعض أطرافها ببعض.{فرهين (149)} أشرين. وفارهين: حاذقين. وقيل: معناهما فرحين، وفارحين، لقرب الهاء من الحاء. قال ابن الرقاع: أي: لا تراني فرحًا.{المسحرين (153)} مسحورين مرة بعد أخرى. وقيل: المعللين بالطعام والشراب. قال امرؤ القيس: {لئيكة (176)} الشجر الملتف مثل الغيضة.{بالقسطاس (182)} بالميزان. وقيل: العدل والسواء. قال كعب بن زهير: {من المخسرين (181)} الناقصين.{والجبلة الأولين (184)} الخلق الأولين.{أولم يكن لهم ءاية أن يعلمه علموا بني إسرائيل (197)}.{أن يعلمه} اسم كان، و{ءاية} خبرها، قدم على الاسم: أولم يكن علم علماء بني إسرائيل، ومن آمن منهم بمحمد آية لهم.{على بعض الأعجمين (198)} أي: إذا لم يؤمن به العرب وأنفوا من اتباعه، كذلك حالهم وقد أنزلناه عليهم، وسلكناه في قلوبهم، يريد أنهم معاندون معرضون.{يلقون السمع (223)} أي: الكهنة.{الغاوون (224)} البطالون الفرغ.{يهيمون (225)} يخوضون. وقيل: يحارون.{وانتصروا من بعد ما ظلموا (227)} أي: شعراء المسلمين الذين ناضحوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه السلام لحسان: «أجب عني» ثم قال: «اللهم أيده بروح القدس». تمت سورة الشعراء. اهـ. .قال الأخفش: سورة الشعراء:{إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}.قال: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} يزعمون انها على الجماعات نحو هذا عُنُقٌ من الناس يعنُون الكثير أو ذكّركما يذكر بعض المؤنث لما اضافه الى مذكّر. وقال الشاعر: من الطويل وهو الشاهد السادس والخمسون بعد المئتين:فجماعات هذا أَعْناقٌ أَوْ يكون ذكّره لا ضافته الى المذكّر كما يؤنّث لاضافته الى المؤنث نحو قوله من الطويل وهو الشاهد السابع والخمسون بعد المئتين: وقال آخر: من الرجز وهو الشاهد الثامن والخمسون بعد المئتين: وقال: من الطويل وهو الشاهد التاسع والخمسون بعد المئتين: والقُنْبُضُ: القصير. وقال آخر: من الطويل وهو الشاهد الستون بعد المئتين: فأنَّث. والمحقوق هو المرء. وإنما انث لقوله أَنْ تَسْتَجِيبِي لِصَوْتِهِ ويقولون: بَنَاتُ عُرْسٍ وبَنَاتُ نَعْشٍ وبَنُو نَعْشٍ وقالت امرأة من العرب: أَنَا امْرُؤُ لا أُحِبُ الشَرَّ. وذكر لرؤبة رجل فقال كانَ أَحَدَ بناتِ مَساجِدِ اللهِ كأنه جعله حصاة.{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.وقال: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وهذا يشبه أن يكون مثل العَدُوّ وتقول هما عَدُوٌّ لي.{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ}.وقال: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيّ} فيقال هذا استفهام كأنّه قال: {أَوَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تُمنُّها} ثم فسر فقال: {أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وجعله بدلًا من النعمة.{قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ}.وقال: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} أي: هَلْ يَسْمَعُونَ منكُم: أَوْ هَلْ يَسْمَعُونَ دعاءَكم. فحذف الدعاءَ كما قال الشاعر: من البسيط وهو الشاهد الحادي والستون بعد المئتين: تريد: أُحْكِمَتْ حَكَمات الأَبَق. (156) فحذف حَكَماتِ وأقامَ الأَبَقَ مُقامَهَا. والأَبَقُ: الكِتّان.{أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}.وقال: {أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ} اسم في موضع رفع مثل {مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ} ولكن هذا لا يكون فيه الا النصب في الأول {أَن يَعْلَمَهُ} هو الذي يكون آية وقد يجوز الرفع وهو ضعيف.{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ}.وقال: {عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ} واحدُهم الأَعْجَمُ وهو اضافة كالأَشْعَرِين.{لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ}.وقال: {لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} {فَيَأْتِيَهُم} ليس بمعطوف على {حَتَّى} إنَّما هو جوابٌ لقوله: {لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} فلما كان جوابا للنفي انتصب وكذلك {فَيَقُولُواْ} إنما هو جواب للنفي.وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} أَيْ: فَاْسْمَعُوا مني. اهـ. .قال ابن قتيبة: سورة الشعراء مكية كلها إلا خمس آيات من آخرها.7- {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي من كل جنس حسن.14- {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} أي عندي ذنب.16- {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ} الرسول يكون بمعنى الجميع، كما يكون الضيف. قال: {هؤُلاءِ ضَيْفِي} [سورة الحجر آية: 68]:وكذلك الطفل، قال: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [سورة الحج آية: 5]:وقال أبو عبيدة: رسول بمعنى: رسالة. وأنشد:أي برسالة.19- {وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ} للنّعمة.20- قالَ: {فَعَلْتُها إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} قال أبو عبيدة: يعني من الناسين. واستشهد بقوله عز وجل في موضع آخر: {أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما} أي تنسي، {فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى} [سورة البقرة آية: 282]:22- {عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ}: اتّخذتهم عبيدا.36- {أَرْجِهْ وَأَخاهُ} أي أخّره وأخاه.50- {قالُوا لا ضَيْرَ} هي من ضاره يضوره ويضيره بمعنى: ضرّه. وقد قرئ بها: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} يعني: لا يضركم شيئا.{إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ أي طائفة}.{فَأَتْبَعُوهُمْ} لحقوهم مُشْرِقِينَ: مصبحين حين شرقت الشمس، أي طلعت. يقال: اشرقنا، أي دخلنا في الشّروق. كما يقال:أمسينا وأصبحنا، إذا دخلنا في المساء والصّباح. ومنه قول العرب الجاهلية: أشرق ثبير، كيما نغير أي أدخل في شروق الشمس.و{الطّود} الجبل.{وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ} قال الحسن: أهلكنا.وقال غيره: جمعنا. أراد: جمعناهم في البحر حتى غرقوا. قال: ومنه قيل: ليلة المزدلفة أي ليلة الازدلاف، وهو: الاجتماع. ولذلك قيل للموضع: جمع.ويقال: {أَزْلَفْنا}: قدّمنا وقرّبنا. ومنه أزلفك اللّه أي قربك.ويقال أزلفني كذا عند فلان، أي قرّبني منه منظرا. والزّلف: المنازل والمراقي. لأنها تدنوا بالمسافر والراقي والنازل.وإلى هذا ذهب قتادة، فقال قرّبهم اللّه من البحر حتى أغرقهم فيه، ومنه: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة الشعراء الآية: 90] أي أدنيت.وكلّ هذه التأويلات متقاربة: يرجع بعضها إلى بعض.
|